زراعة الشعر للسيدات

لا يُمكن أن نتجاوز البتّة الطبيعة الفِطرية للإناث في الاهتمام بالمظهر والشّكل الخارجي لديهن، وربّما يكون أحد أبرز هذه المظاهر هو الشّعر خصوصًا وأنّه يُعطي الانطباع الأوّل عن الشّخص من حيث مكان وجوده بالإضافة إلى أنّ جمال الوجه لدى الأنثى لا يكتمل إلّا بكثافة شعرها والاهتمام به وبالتّالي لا يمكن تجاوز مشاكل سقوطه المستمر وبقع الصّلع والفراغ الموجودة في فروة الرأس، فما هي عملية زراعة الشّعر للسيدات والبنات

عند الحديث عن زراعة الشعر للسيدات والبنات فإنّ أوّل ما يتبادر إلى أذهاننا هو العمر المُحدّد لإجراء تلك العملية؟ إذ هل من الممكن للبنات التي تقل أعمارهنّ عن الثمانية عشر عامًا أو اللواتي لم يتجاوزن سن البلوغ أن يكون بمقدرتهنّ إجراء تلك العملية؟ وهل هناك شروط معينة تخص زراعة الشّعر سواء للبنات أو السيِّدات المتروجات اللّواتي تجاوزن سن البلوغ؟

في الحقيقة لا يوجد سن أو عمر محدد لإجراء عملية زراعة الشّعر، ربّما لا يكون إجراؤها مُحبب للأطفال أو البنات اللواتي لم يتجاوزن سنّ البلوغ لكن يبقى هذا القرار بيد الطبيب والأخصّائي المُعالج، فَكل حالة يتم أخذها ودراستها على حدى ويتم اتخاذ قرار زراعة بناءً عليه، هذا بالإضافة إلى كفاءة الطبيب الذي يقوم بالعملية ولكن لا تقلقي عزيزتي أيضًا من هذه الناحية، إذ عادةً ما يتم إجراء هكذا عمليات على يد أخصائيّين مؤهلين وذوي كفاءة عالية

بناءً على ما سبق تستطيع السيِّدات والبنات إجراء عملية زراعة الشّعر بناء على قرار الطبيب المُعالج، فهناك العديد من المشاكل والحالات الصّحية التي تسبب للأنثى ضعف مستمر في بنية الشّعر ووجود بقع دائمة للصّلع في فروة الرأس وبالتّالي تدفع الطبيب إلى اتخاذ قرار إجراء العملية، من هذه المشاكل ما يلي:

• ثعلبة الشّد، وهي عبارة عن بقع الصّلع الناتجة عن تصفيف الشّعر في ضفائر رفيعة أو عاديّة او استخدام بكرات شعر ضيّقة
• النّساء اللواتي خضعن لعمليّات تجميليّة سابقة ويخشَيْن من تساقط الشّعر حول مكان اجراء العمليّة
• الإناث اللواتي يعانين من نمط صلع مميّز مشابه للصّلع الذكوري مثل ضعف خطّ الشّعر أو ترقق شعر مقدمة الرأس
• السيّدات أو الإناث اللواتي يعانين من تساقط الشّعر الناتج عن حوادث معيّنة مثل الحروق العادية أو الكيميائيّة أو التّندب الناتج عن حادث ما
• الثعلبة الهامشيّة وهي عبارة عن تساقط الشّعر في مقدمة الرأس وهي تشبه إلى حد كبير ثعلبة الشد وتكون ناتجة عن شد مستمر للشّعر بسبب جدائل وباروكات معيّنة أو نتيجة قصّات شعر سائدة لدى الإناث

قد يخطر ببال أحد السيِّدات اللواتي يُردن إجراء عملية زراعة الشّعر سؤال هو: هل تستطيع المرأة الحامل أو المُرضع إجراء عملية لزراعة الشّعر؟

هناك الكثير من الأمّهات الحوامل والمرضعات اللواتي يعانين من تساقط وضعف في الشّعر سواء أثناء فترة الحمل أو الرضاعة (بعد الولادة)، وأسباب ذلك كثيرة منها: التقلّبات الهرمونية والخوف والتوتر أثناء فترة الحمل بالإضافة إلى نقص التغذية وغيرها ولذلك قد تُفكّر بعض الأمّهات في إجراء عملية زراعة الشّعر من أجل حل تلك المشكلة

تُعتبر زراعة الشّعر عملية آمنة تمامًا للحامل أو المرضع وهي لا تُؤدي إلى إحداث أي أعراض جانبيّة للأم أو الجنين ولكن قد ينصح الطّبيب بإجرائها بعد استكمال مرحلة الولادة والرضاعة للأسباب التّالية:

• هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى تساقط الشّعر أثناء فترة الحمل والرضاعة كما ذكرنا سابقًا مثل التّغيرات الهرمونية وغيرها ولذلك يُفضّل الطبيب إجراء العملية بعد استكمال مرحلة الولادة والرضاعة حتّى يتمكن من تحديد سبب التساقط بالضّبط
• قد يؤدي تساقط الشّعر في أكثر من منطقة في فروة الرأس إلى صعوبة تحديد المنطقة المانحة وهي المنطقة التي تحتوي كميّة كبيرة من بُصيلات الشّعر ويتم أخذ الشّعر منها وزرعه في مناطق الضّعف والصّلع
• يُحاول الأطّباء أيضًا من خلال تأجيل إجراء العملية إلى تجنّب إدخال أي مواد كيميائية إلى حليب الأم المُرضع التي قد تمر من خلال الأدوية التي يتم إعطاؤها بعد إجراء العملية

تقنيات زراعة الشعر للسيدات والبنات

تعتبر عملية زراعة الشّعر عملية بسيطة وسهلة وهي تعني نقل الشّعر من المنطقة المانحة وزرعه في مناطق ضعف الشّعر والصّلع في فروة الرأس، وغالبًا ما تكون نتيجة العملية مُرضية للشّخص وهي تُشكّل حل دائم لمشاكل التساقط والضّعف والصّلع بالإضافة إلى أنّ الشّعر المزروع يبدو طبيعيًّا جدًّا وحَسنِ المنظر بحيث لا يتبادر إلى الذهن أنّ أي عملية زراعة قد أُجريت في فروة الرأس

تعددت تقنيات زراعة الشّعر منذ اكتشافها حتّى الآن ويحاول العلماء في كلّ مرة استحداث تقنيات مريحة وملائمة أكثر للشخص الذي يود إجراء العملية، وتقنيات زراعة الشّعر التي تُستخدم للذكور هي نفسها التي تُستخدم للسيِّدات والبنات وعادةً ما يحدد الطبيب التقنية المناسبة بناءً على الحالة لديه، ومن هذه التّقنيات ما يلي:

• زراعة الشّعر بالشّريحة وهي تقنية من تقنيّات زراعة الشّعر يتم من خلالها إزالة شريحة من الجلد من المنطقة المانحة تحتوي على بُصيلات الشّعر، يتم تقسيم هذه الشريحة إلى بُصيلات محددة بواسطة مجهر عالي دقة ثمّ تُزرع في مناطق فروة الرأس الفارغة والضعيفة
• زراعة الشّعر بالاقتطاف وهي تقنية متطورة من تقنيات زراعة الشّعر وهي تعتمد على نقل بُصيلات الشّعر بشكل مباشر من المنطقة المانحة باستخدام أدوات خاصّة ثمّ زرعها في مناطق فروة الرأس الضّعيفة باستخدام أدوات دقيقة
• تقنية تشوي أو DHI وهي تقنية متطورة وحديثة جدًّا ظهرت في تركيا وهي تندرج تحت تقنية زراعة الشّعر بالاقتطاف حيث يتم استخراج بُصيلات الشّعر بشكلٍ مباشر من المنطقة المانحة باستخدام أدوات دقيقة جدًّا ومن ثمّ زرعها باستخدام قلم اسطواني يسمّى قلم تشوي، وتتميز هذه التقنية بسرعتها إذ إنّ عملية استخراج الشّعر وزرعه تتم خلال خطوة واحدة أو خطوتين
• تقنية (DHI PRO) وهي تقنية حديثة ومتطورة جدًّا من تقنيات DHI تمّ استحداثها في مشفى (ClinicExpert) في تركيا على أيدي كبار العلماء، تُعتبر هذه التقنية أكثر سلاسة وسهولة وتحقق نتائج رائعة ومرضية للشخص وهي تعتمد على قلم تشوي في زراعة بُصيلات الشّعر ولكن يقوم الطبيب قبل ذلك بإطلاق أشعة الليزر منخفضة المستوى نحو فروة الرأس وحقن مادة البلازما الغنية بالصفائح من أجل تجديد الخلايا وتحفيز انقسام ونمو بُصيلات الشّعر لضمان الحصول على نتائج أفضل وأكثر فاعلية