عملية زراعة الشعر أصبحت من أشهر الطرق والإجراءات العلاجية الجراحية التي يلجأ إليها جميع الناس من شتى بقاع الأرض، ويعود ذلك بسبب أهميتها الكبيرة في تعويض الأشخاص الذين تعرضوا لمشاكل تساقط الشعر أو الصلع الوراثي لشعر طبيعي ودائم، فمن المعروف لدى الجميع أن عمليات زراعة الشعر أصبحت تشكل فارقاً كبيراً في مجمل نواحي الإجراءات والعمليات التجميلية كما أن فعاليتها وتطورها الكبير أثر على البدائل والطرق التقليدية المستخدمة للعناية بالشعر، وبالتالي سنتحدث خلال السطور التالية حول ماهية زراعة الشعر، والكيفية والتقنيات المستخدمة في هذه العملية التجميلية العلاجية.
ماهية عملية زراعة الشعر:
يعتبر احدى أنواع الإجراءات العلاجية الجراحية التجميلية التي اكتسحت شتى بقاع الأرض، حيث هي مصطلح طبي عام يطلق على ذلك الإجراء الذي يقوم اقتطاف بصيلات الشعر من المنطقة المانحة “منطقة مؤخرة الرأس” ونقلها إلى المنطقة المستقبلة “المصابة بالصلع أو الترقق” حيث إن هذه العملية تعوض الشخص لشعره المفقود وتضفي جمالاً على المظهر الخارجي.
ويعتبر هذا الإجراء العلاجي التجميلي الجراحي من أكثر العمليات شيوعاً في العشرة أعوام السابقة، وتعتمد عمليات زراعة الشعر على تقنيات متعددة ومتطور مما أتاح إجرائها دون الشعور بالألم أو الانزعاج من مشاكل الجراح العامة، ويتم هذا بواسطة تقنيات طبية متطورة.
في الواقع أن الشعر الذي يتم أخذه من المريض ذاته هو شعر طبيعي وكثافته عالية جداً، ولا يشعر المريض بعد عملية زراعة الشعر أن هناك اختلاف كبير بين مظهر الشعر القديم والجديد، ومع استمرار التطور الكبير في الأدوات الطبية والتكنولوجية المستخدمة في مجال هذه العملية أصبح بالإمكان إجراء العملية دون فقدان أو تلف للشعر في المنطقة المانحة، ونجد أن الهدف من إجراء هذه العملية الجراحية هو الحصول على مظهر شعر طبيعي مئة بالمئة بطرق مريحة ودون عناء وتعب.
ولا بد لنا من الإشارة أن أول عملية زراعة شعر في العالم قد أجريت في اليابان عام 1930، ومن ثم انتشرت شيئاً فشيئاً إلى جميع أنحاء العالم، لتصبح تركيا واحدة من الدول الأوروبية الرائدة في مجال عمليات زراعة الشعر، وسنتحدث في مقالات لاحقة عن إمكانيات وقدرات المستشفيات الطبية التركية بشأن هذا الإجراء، ولكن الآن سنتناول التقنيات المستخدمة في عملية زراعة الشعر، وهي كالتالي:
أولاً: تقنيات زراعة الشعر بإستخدام الشريحة
هي من أقدم التقنيات المستخدمة في مجال إجراء زراعة الشعر، إذ تتطلب تدريب جراحي مكثف من قبل الأطباء الجراحين والفنيين والفريق الطبي المرافقين لهم، ولهذا السبب لن تجد تلك التقنية في كافة المراكز والعيادات الطبية التجميلية، ناهيك أنها تقنية تحمل الكثير من الآثار والمضاعفات الجانبية التي من الممكن أن تحدث نتيجة عدم تنفيذ الإجراء بالشكل المناسب والصحيح، وتسبب تلك التقنية أيضاً حدوث ندبات خطية في المنطقة المانحة.
ثانياً: تقنيات زراعة الشعر بإستخدام الاقتطاف
تعتبر إحدى تقنيات زراعة الشّعر يقوم فيها الأطباء وجرّاحي التجميل المؤهلين باستخراج واقتطاف بُصيلات الشّعر بشكلٍ مباشر من المنطقة المانحة باستخدام أدوات دقيقة وخاصّة ومصمّمة لذلك ثمّ زرعها في مناطق الصّلع والفراغ أيضًا باستخدام أدوات دقيقة، وهي تختلف عن تقنية زراعة الشّعر بالشريحة التي يتم فيها أخذ شريحة من الجلد ثم فصل هذه الشريحة باستخدام مجهر خاص للحصول على بُصيلات الشّعر المطلوبة وزرعها في المنطقة المانحة
ثالثاً: تقنية زراعة الشعر السفير
هي إحدى أكثر طرق زراعة الشعر حداثة، وهي تعد مرشّح ممتاز للكثير من حالات الصلع وتساقط الشعر الناتج عن حوادث أو إصابات ما، وقد تحقّق بواسطتها نجاح عشرات عمليات الزراعة التي كانت نتائجها مذهلة ومرضية للزبائن الذين قاموا بإجرائها
رابعاً: تقنية أقلام تشوي
تعتمد هذه التقنية على استخدام أداة تشبه القلم، أداة ذات شكل اسطواني تنتهي بإبرة صغيرة ودقيقة يتم من خلالها عمل فتحات في فروة الرأس الضعيفة وزرع بصيلات الشعر المستخرجة فيها
خامساً: زراعة الشعر بتقنية الخلايا الجذعية
عبارة عن خلية غير متشابهة تمتلك القدرة الكاملة على التطور وإنتاج أنواع مختلفة من خلايا أخرى داخل جسم الإنسان، بمعنى أنها من الخلايا القابلة للتشكيل حسب الموضع والحاجة التي ستشارك فيه بالعلاج، ناهيك أنها تعمل كنوع مساعد ومساند في نظام إصلاح التلف الداخلي لمجموعة من الأنسجة.