يعد الأنف كغيره من أعضاء الجسم جزء مهم لا يمكن الاستغناء عنه أو العيش بدونه فهو يشكّل إحدى مراكز التّنفس الأساسيّة للإنسان، هذا بالإضافة إلى وقوعه في وسط الوجه وبروزه إلى الخارج وبالتّالي فهو يشكّل أيضًا علامة فارقة وكبيرة في الشكل الخارجي للفرد، وهذا ربّما يحتاج منّا اهتمام مضاعف بهذا الجزء بالذات وعدم تفادي أي مشكلة تتم ملاحظتها عليه، وسوف نتعرّف في هذا المقال على المشاكل التي قد ترتبط بالأنف، وكيف يمكن علاجها بما يسمّى ب عملية الأنف.
عملية الأنف
يقوم الأنف في جسم الإنسان بالعديد من الوظائف المهمّة والتي أبرزها ما يلي:
- فلترة وتنظيف الهواء الذي نتنفّسه
- إزالة جميع الأوساخ والميكروبات من الهواء الذي يتنفّسه الفرد
- تدفئة وترطيب الهواء حتّى يستمر بالدخول إلى الرئتين والممرات الهوائيّة
ربّما تكون هناك وظائف أخرى يقوم بها الأنف، لكن الوظائف التي تمّ ذكرها تؤكد مدى حجم أهميّة هذا الجزء، وتدلّل أيضًا على أنّ أي مشكلة تصيب هذا العضو من الممكن أن تشكّل خطر حقيقي عليه كونه المسؤول عن عمليّة تنفس الأكسجين الذي يعد إحدى أهم أعمدة الحياة للإنسان
في الحقيقة إنّ الأمراض أو المشاكل الصحيّة المرتبطة بالأنف لا تؤثر فقط على الوظيفة الحيوية أو البيولوجيّة له في الجسم، وإنّما هناك شيء آخر حيث يأخذ الأنف مساحة لا يستهان بها في وجه الشخص هذا بالإضافة إلى كونه يقع في مركز الوجه وبشكل بارز أيضًا ولذلك فإنّ أثره التجميلي يشكّل فارق كبير لدى الإنسان
وللتوضيح أكثر دعونا ندخل في تفاصيل شكل الأنف، يتكون الأنف من حاجز يقسّم الجوف الداخلي له إلى قسمين متناظرين ومتساويين، يتكون هذا الحاجز من جزء غضروفي وآخر عظمي ويؤدي أي انحراف حاصل فيه إلى حدوث ميلان وتضيق في الجهة التي انحرف إليها
إنّ التضييق الحاصل في إحدى قسمي أو فتحتي الأنف يؤدي إلى حدوث مشكلة في استنشاق وتنفّس الهواء وهو أمر يحتاج إلى علاج ضروري ومستعجل، والشيء الآخر أنّ هذا الانحراف يؤثر على الشكل الخارجي للأنف بحيث يبدو غير مستقيم وهو ما يؤثر أيضًا على شكل الوجه الكلي ويبدو بصورة غير مرغوب فيها
من هنا برزت عملية الأنف كإحدى أهم الطرق ليس فقط لحل مشكلة واحدة وإنّما مشكلتين اثنتين هما: تعديل وتحسين الشكل الخارجي للأنف وأيضًا حل مشكلة التنفس من خلال توسيع الفتحة الضيّقة
ولإجراء هذه العملية يقوم الطبيب في البداية بإجراء فحص دقيق وشامل يتمثّل في:
- معرفة التاريخ الطّبي للمريض، ومعرفة كافّة الأمراض والمشاكل التي يعاني منها سواء المتعلقة بالأنف أو غيره
- إجراء فحص بدني شامل للجسم بالٱضافة إلى فحوصات الدم المخبريّة للحصول على معرفة تفصيليّة بالوضع العام للجسم
- أخذ صور لجميع جوانب الأنف لتحديد المشكلة الأساسيّة وأيضًا تحديد طريقة العلاج المناسبة
- مناقشة التوقعات والدوافع مع الطبيب، ومعرفة النتائج المتوقّعة من العمليّة
بعد استشارة الطبيب ومناقشته بكافّة الأمور المتعلقة بالعمليّة، تبدأ التجهيزات لإجرائها، وهنا أود أن أنوّه لمعلومة في غاية الأهميّة وهي ضرورة حسن اختيار المشفى أو المركز الذي تود فيه القيام بالعمليّة، فالطبيب الماهر الذي حقّق نتائج مضمونة ومثاليّة فيما سبق هو الذي ينبغي عليك التوجّه إليه ومناقشته بالأمر
فيما يتعلّق بكيفيّة إجراء العمليّة فإنّها تتم بالخطوات التاليّة:
- استخدام تخدير موضعي حتّى لا يشعر الشخص بأي ألم، في بعض الأحيان يتم اللجوء إلى التخدير الكلّي وذلك حسب حالة المريض
- يتم إحداث فتحة في جلد الأنف والبدء بتعديل وتصحيح الجزء المنحرف وقد تتم إضافة عظم أو غضروف زائد ويكون ذلك حسب حالة المريض أيضًا
- يتم بعد ذلك تسكير الفتحة ووضع دعامات خاصّة حول الأنف لضمان نجاح العمليّة وعدم حدوث أي آثار جانبيّة
- قد يطلب منك الطبيب تناول بعض الأدوية والابتعاد أشعة الشمس واتخاذ وضعيّة خاصّة للنوم وغيرها من التعليمات الأخرى التي ينبغي عليك الالتزام بها لضمان نجاح العمليّة والحصول على نتيجة مرضية