زراعة وتكثيف الحواجب

إذا كان الاهتمام بجمال الشّعر وكثافته جزء مهم في حياة الشّخص فإن الاهتمام بجمال الحاجب وشكله من البديهيّات التي لا يمكن النقاش فيها، والسبب يكمن في موقع الحاجب فهو لا يعطي فقط جمال للوجه وإنّما يشكّل جزء أساسي فيه كونه يقع فوق العينين مباشرة فهو كما يصفه البعض بسيف العين، ولهذا فإنّ أيّ خلل أو مشكلة في الحاجب يشكّل قلق وانزعاج عند الشخص، ولذلك قد يلجأ البعض إلى التفكير بحل دائم للمشكلة مثل القيام بعملية زراعة وتكثيف الحواجب، وإذا أردت معرفة المزيد حول هذه العملية يمكنك قراءة هذا المقال للإجابة عن الأسئلة التي تدور في رأسك حول الأمر

زراعة وتكثيف الحواجب

ربّما يلجأ الكثير من النّاس إلى العلاجات التقليدية واستخدام منتجات المكياج لملء الفراغات الموجودة في الحواجب الخاصّة بهم، ولكن بالتأكيد أنت تبحث عن حل دائم وشكل جميل لحاجبيك يلائم الوجه الذي تملكُه

أصبحت عملية زراعة وتكثيف الحواجب من الحلول التي يلجأ إليها الأطباء لحل مشاكل الحاجب الخفيف وملء فراغاته، إذ حققت انتشارًا واسعًا خصوصًا مع التطور الهائل في مجال التجميل وظهور الأجهزة الحديثة والمتطورة في مجال زراعة الشّعر

قد يعتقد البعض أنّ الهدف الأساسي من زراعة وتكثيف الحواجب هو هدف تجميلي بحت وبالرغم من الأهمية الكبيرة لهذا الأمر إلّا أنّ هناك العديد من الأسباب الأخرى التي قد تدفع الشخص إلى اللجوء لتلك العملية ألا وهي:

• العامل الوراثي، إذ قد تكون الطبيعة الجينيّة للشخص السبب الأساسي في شكل الحواجب أو وجود فراغات فيها
• إصابة الشخص بمرض جلدي معيّن أو مرض مزمن يؤدي إلى تساقط شعر الحاجب لديه
• تعرّض الحاجب لحادث ما مثل الحروق أو الجروح
• الصدمات النفسية والعاطفية التي قد تؤدي في بعض الأحيان إلى تساقط شعر الحاجب
• الإفراط في نتف الحواجب خصوصًا إذا كان بطريقة سيئة
• الخضوع للكثير من العمليات التجميلية والجراحية التي تؤدي إلى حدوث تشوه في شكل الحاجب

عادةً ما يكون القرار النهائي لإجراء عملية زراعة الحواجب بيد الطبيب الجرّاح، إذ إنّ استشارة الطبيب والاستفسار عن جميع الأسئلة التي تخطر ببالك هي الخطوة الأولى قبل إجراء العملية

يقوم الطبيب عادة بدراسة كل حالة على حدى من جميع النواحي، حيث يقوم بتحديد السبب الرئيس لمشكلة الحاجب وإجراء كامل الفحوصات اللازمة للاطلاع على الوضع العام للحالة مع الأخذ بعين الاعتبار نوع الوجه وشكل وسمك ولون وملمس الحاجب بالإضافة إلى طوله وعرضه والمسافة بين الحواجب

عندما يقرر الطبيب إجراء عملية زراعة الحواجب يقوم بتحديد أماكن الشعيرات التي سيتم زرعها بدقة عالية حتّى ينمو الشّعر في الزاوية والاتجاه الصحيحين، هذا بالإضافة إلى الاهتمام بالشكل الجمالي للحاجب وتناسقه مع شكل الوجه، ويتم عادةً اختيار تصميم الحاجب بالمشاركة مع صاحب الشأن أو الشخص الذي ستُجرى عليه عملية الزرع

كيفية إجراء هذه العملية التجميلية!

تُجرى عادةً عملية زراعة الحواجب على أيدي أطباء وأخصائيي تجميل ذوي مهارة عالية، ويكون الإجراء الفعلي لهذه العملية مطابق تمامًا لعملية زراعة الشّعر العادية التي تبدأ بالتخدير الموضعي للحاجب ثمّ نقل بُصيلات الشّعر العادية من المنطقة المانحة (المنطقة التي تحتوي على كمية كبيرة من الشّعر وغالبًا ما تكون من خلف الأذنين أو جانب الرأس) وزرعها في مناطق الفراغ أو الشعر الخفيف في الحاجب

هناك اختلافات بسيطة بين العمليتين (زراعة الشّعر وزراعة الحواجب) وهي أنّ كل بُصيلة في عملية زراعة الشّعر تحتوي على 1 إلى 4 شعرات بينما في زراعة الحواجب فكل بُصيلة تحتوي على شعرة واحدة فقط، بالإضافة إلى أنّ زاوية الزراعة في عملية زراعة الشّعر تبلغ حوالي 45 درجة بينما في زراعة الحواجب تكون حادّة ومسطحة مراعاةً مع موقع الحاجب فوق العينين وحتّى لا يتأثر أيضًا المظهر الطبيعي لشكله

تستخدم في زراعة الحواجب تقنيات متعددة كما في زراعة الشّعر تمامًا لضمان راحة المريض والحصول على أفضل النتائج مثل:

• تقنية زراعة الشّعر بالشريحة التي يتم فيها إزالة شريحة من المنطقة المانحة وفصلها بواسطة مجهر دقيق للحصول على الطّعوم المناسبة وزرعها في مكان الحاجب بواسطة أدوات خاصّة
• زراعة الشّعر بالاقتطاف وهي تقنية متطورة يتم فيها إزالة بُصيلات الشّعر بشكل مباشر من المنطقة المانحة بواسطة أدوات دقيقة ثمّ فتح قنوات صغيرة في مكان الحاجب لزرع تلك البُصيلات داخلها
• تقنية تشوي أو DHI وهي من التقنيات المبتكرة والمتطورة جدًّا وتندرج تحت تقنية زراعة الشّعر بالاقتطاف، ولكن الاختلاف هو في استخدام القلم الإسطواني تشوي الذي يتم بواسطته فتح القنوات داخل الحاجب وزرع بصيلات الشّعر فيه في خطوة واحدة بينما في الاقتطاف يحتاج الأمر إلى خطوتين (خطوة لفتح القنوات وخطوة أخرى للزراعة)، وتتميز هذه التقنية بدقة كبيرة في توزيع بُصيلات الشّعر والتحكم بزاوية الشعر المزروعة