دفعت مشاكل تساقط الشّعر والصّلع العلماء إلى استحداث طريقة لحل تلك المشاكل بشكلٍ دائم بعيدًا عن المنتجات التي عادةّ ما تقدّم حل مؤقت ويلجأ إليها الأشخاص دون وصفة طبيّة، وكانت هذه الطريقة هي تقنية زراعة الشّعر التي تمّ إجراؤها لأوّل مرة في اليابان عام 1939 م ثمّ استمرت بالتّطور والتقدم إلى أن أصبحت تُجرى في وقتنا الحاضر وخصوصًا في دولة تركيا بتقنيات متعددة وأكثر تطوّرًا وابتكارًا مثل زراعة الشعر بالاقتطاف
زراعة الشعر بالاقتطاف، وكيفية عملها!
يمكن وصف عملية زراعة الشّعر بشكلٍ عام على أنّها أخذ بُصيلات الشّعر أو ما يسمّى بالطّعوم من المنطقة المانحة (التي تحتوي على كميّة كبيرة من الشّعر) ثمّ زرعها في أماكن فروة الرأس الفارغة والضّعيفة
تُعتبر عملية زراعة الشّعر عملية بسيطة وسهلة وفي كلّ مرة يتم تطوير واستحداث تقنيات جديدة تكون أكثر راحة وملائمة للشّخص الذي يود إجرائها مثل تقنية زراعة الشّعر بالاقتطاف، ويعتبر الشّخص الذي يعاني من شعر خفيف أو صلع مرشّح جيد لهذا النوع من التقنيات
تُعرف زراعة الشّعر بالاقتطاف على أنّها تقنية من تقنيات زراعة الشّعر يقوم فيها الأطباء وجرّاحي التجميل المؤهلين باستخراج واقتطاف بُصيلات الشّعر بشكلٍ مباشر من المنطقة المانحة باستخدام أدوات دقيقة وخاصّة ومصمّمة لذلك ثمّ زرعها في مناطق الصّلع والفراغ أيضًا باستخدام أدوات دقيقة، وهي تختلف عن تقنية زراعة الشّعر بالشريحة التي يتم فيها أخذ شريحة من الجلد ثم فصل هذه الشريحة باستخدام مجهر خاص للحصول على بُصيلات الشّعر المطلوبة وزرعها في المنطقة المانحة
ويمر عادةً الشّعر بثلاث مراحل في نموّه وهي:
- مرحلة النّمو: وهي المرحلة التي تنقسم فيها خلايا الشّعر بسرعة كبيرة بحيث يزيد طول الشّعر وكثافته
- المرحلة الإنتقالية: وهي المرحلة التي ينتقل فيها الشّعر من مرحلة النّمو إلى السكون والإستقرار، إذ ينقطع الدّم عن بُصيلات الشّعر وتتوقف الإمدادات الغذائية عن الشّعرة وبالتّالي تتقلص بشكل تدريجي وتتلف نهايتها ولكن لا تسقط
- مرحلة السّكون: وهي المرحلة التي تدخل فيها الشّعرة في حالة سكون، وتبقى الشّعرة على هذا الوضع حتّى تبدأ مرحلة نمو جديدة (العودة إلى المرحلة الأولى) فيسقط حينها الشّعر التالف وتنمو بُصيلات شعر جديدة
مع تقدم الشّخص بالسن تتأثر هذه الدورة الثلاثيّة لنمو الشّعر فتتوقف بُصيلات الشّعر عن النّمو، ويختلف هذا من شخص إلى آخر، فالبعض يبدأ لديه الصّلع والفراغ والتّساقط في العشرينات من عمره والبعض الآخر يبدأ لديهم في وقت لاحق
عند القيام بتقنية زراعة الشّعر بالاقتطاف يتم استعادة الشّعر من جديد عن طريق استبدال بُصيلات الشّعر القديمة ببُصيلات الشّعر الجديدة التي تكون قادرة على النّمو، وبعد إتمام عملية الزّراعة يتم تغذية البُصيلات المزروعة بواسطة الأوعية الدموية ويبدأ نمو الشّعرالجديد في منطقة فروة الرأس الضعيفة أو مناطق الصّلع والفراغ الأخرى التي تمّت فيها الزّراعة
تُعتبر تقنية زراعة الشّعر بالاقتطاف تقنية متطورة وسهلة أيضًا وهي غير مؤلمة أبدًا وتقدّم نتائج رائعة ومُرضية للشّخص، يتم إجراؤها عادةً عن طريق الخطوات التّالية:
- يقوم الأطباء والجرّاحون المؤهلون بحلاقة الشّعر الموجود في المنطقة المانحة أو المنطقة التي سيتم أخذ بُصيلات الشّعر منها بالإضافة إلى الحلق حول منطقة الزّرع
- تنظيف فروة الرأس ورسم الخط الأمامي للشّعر
- يقوم الطّبيب بعدها بإجراء التخدير الموضعي من أجل استخراج بُصيلات الشّعر من المنطقة المانحة، حيث يتم استخراج بُصيلتان من أصل 4 بُصيلات في كل 1 ملم من المنطقة المانحة، وتتم هذه الخطوة بدقة شديدة وباستخدام أداة الميكروموتور ذي الرؤوس الدّقيقة
- يتم بعد ذلك أخذ البُصيلات ووضعها في محلول خاص يسمّى الهايبوتيرموسول من أجل الحفاظ على حيوية بُصيلات الشّعر المأخوذة من المنطقة المانحة
- يتم إجراء تخدير موضعي آخر للمنطقة التي سيتم زرع البُصيلات فيها حتّى لا يشعر الشخص بأي ألم أثناء القيام بالعملية
- تأتي هنا المرحلة المهمّة والتي يتم إجرائها بواسطة طبيب وجرّاح ماهر، حيث يقوم الطبيب بإعداد ثغرات وثقوب في مكان زراعة الشّعر باستخدام أدوات خاصّة ومتطورة بناءً على عمق وسماكة البُصيلات المقتطفة من المنطقة المانحة
- في المرحلة الأخيرة يقوم الطّبيب وبشكل يدوي دقيق وبعناية كبيرة بإدخال بُصيلات الشّعر إلى الثقوب بناءً على اتّجاه فتحة الثقب، وتستمر مدة الإدخال بناءً على حجم مساحة الصّلع والفراغ الموجود في فروة الرأس
- بعد الإنتهاء من العملية يقوم الطّبيب بإعطاء المسكّنات والمضادات الحيوية لمنع أي عدوى أو التهاب بالإضافة إلى بعض التعليمات والنّصائح التي ينبغي التّقيد بها لمنع حدوث أي أعراض جانبية، فقط الأمر يحتاج إلى التّحلي ببعض الصبر لضمان نجاح العملية والحصول على أفضل النتائج