قد يكون أولى النّشاطات اليوميّة التي تقوم بها كلّ صباح هي الاستحمام وتنظيف الشّعر وتمشيطه، فجمال الشّعر ونظافته وكثافته من أكثر الأشياء التي يولّي لها الشخص اهتمامه كونها تُعطي الانطباع الأوّل عنه أمام النّاس، ولكن قد تصادفك مشكلة تساقط الشّعر بشكل مستمر مع كل استحمام أو تمشيط للشّعر أو غيرهما، وينتابُك القلق الكثير ويتعكّر صفو مزاجك إزاء هذا الأمر، ولكن لا تقلق أنت فقط تحتاج لمعرفة الأسباب وراء ذلك وستجد علاج لكل سبب، تابع هذا المقال وتعرّف على (تساقط الشّعر- الأسباب والعلاج)
تساقط الشّعر
يُعتبر تساقط الشّعر مشكلة شائعة بين النّاس سواء بين الذكور أو بين الإناث وقد يحدث بصورة دائمة أو مؤقتة، وقد يؤثر على فروة الرأس فقط أو على الجسم بأكمله، وله أسباب كثيرة فمنها ما قد يكون وراثي أو نتيجة تغيّر هرموني أو مشكلة صحيّة ما أو غير ذلك
يؤدي تساقط الشّعر المفرط إلى ما يسمّى بالصّلع والذي عادةً ما يكون سببه وراثي نتيجة التقدّم في العمر، وقد يختار بعض النّاس إهمال هذه الظاهرة أو استخدام بعض العلاجات التقليديّة من أجل حل المشكلة، لكن يبقى الحل الأفضل هو زيارة الطبيب واستشارته في المشكلة الأساسيّة التي أدّت إلى التساقط من أجل إيجاد أفضل الحلول الدائمة لها وبالتالي تتكون لديك صورة كاملة عن (تساقط الشّعر- الأسباب والعلاج)
أسباب تساقط الشّعر
يفقد الشّخص في الوضع الطبيعي حوالي 50 إلى 100 شعرة في اليوم، ويتم عادة تعويض ما يتم فقده بحيث ينمو شعر جديد مكان الشّعر المفقود، ولكن قد يتطوّر تساقط الشّعر إلى مرحلة لا يستطيع الجسم فيها تعويض ما فقده وقد يلاحظ الشّخص سقوط شعر بكمية كبيرة سواء عند غسله لشعره أو عند تمشيطه أو قد يلاحظ وجود بقع صلع أو فراغ في فروة رأسه نتيجة التساقط
لا بدّ وأن يكون هناك سبب ما أدّى إلى تساقط شعر الشخص بشكل كبير وكثيف، وأسباب تساقط الشّعر كما ذكرنا كثيرة منها ما يلي:
- يعد العامل الوراثي أو تاريخ العائلة السبب الأكثر شيوعًا لتساقط الشّعر الذي يحدث مع التقدم في السن ويؤدي إلى ما يسمّى بالصًلع الوراثي عند الذكور أو الصّلع الوراثي عند الإناث، ويحدث هذا الصّلع بأنماط مختلفة مثل انحسار خطّ الشعر وظهور بقع الصّلع عند الرجال أو تخفيف الشّعر على طول تاج فروة الرأس عند النّساء
- تغيّر الهرمونات في إحدى مراحل الحياة قد يؤدي إلى تساقط الشّعر المؤقت خصوصًا في فترات الحمل والولادة وانقطاع الطمث عند النّساء
- بعض الأمراض والمشاكل الصحيّة يمكن أن تؤدي إلى تساقط الشّعر مثل: أمراض الغدّة الدرقيّة وداء الثعلبة (مرض مناعي يهاجم بُصيلات الشّعر) أو التهابات تصيب فروة الرأس مثل مرض القوباء الحلقيّة وهناك أيضًا أمراض تسبب تندب في فروة الرأس وتؤدي إلى تساقط الشّعر بشكل دائم مثل مرض الحزاز المسطّح وبعض أنواع الذئبة
- يؤدي تناول بعض الأدوية إلى حدوث تساقط في الشّعر مثل أدوية السرطان والقلب وارتفاع الضغط والتهاب المفاصل
- قد يؤدي حدوث الصدمات العاطفية والجسدية إلى تساقط الشّعر في بعض الأحيان مثل موت أحد أفراد العائلة أو الانخفاض الكبير في الوزن أو الحمّى الشديدة
- يمكن أن يحدث التساقط أيضًا نتيجة استخدام بعض التسريحات ولفائف الشّعر التي تشُد الشّعر بإحكام شديد وتضغط على بُصيلات الشّعر مما يؤدي إلى سقوطها وظهور بقع الصّلع في فروة الرأس
- يمكن أن يؤدي النّظام الغذائي الذي يفتقد إلى البروتين والحديد والعناصر الغذائيّة المهمّة إلى ضعف الشّعر وترقّقه ثمّ سقوطه
علاج تساقط الشّعر
يعتمد العلاج الأساسي لتساقط الشّعر عادةً على السبب الرئيس الذي أدّى إلى التساقط، هناك بعض حالات تساقط الشّعر التي يعود فيها الشّعر إلى طبيعته دون تلقي أي علاج ولكن هناك حالات أخرى معيّنة تستلزم زيارة الطبيب واستشارته حتى يعلم الشخص السبب الأساسي الذي أدّى إلى حدوث التساقط وبناءً عليه يتم تحديد العلاج المناسب
هناك عدة خيارات علاجية يلجأ إليها الطبيب لعلاج تساقط الشّعر والصّلع بناءً على الحالة والسبب الذي أدّى إلى التساقط، من هذه الخيارات ما يلي:
- في حال كان سبب التساقط هو تناول دواء معيّن فمن الممكن أن ينصحك الطّبيب بالتوقف عنه أو يُعطيك بديلًا آخر عنه
- هناك بعض الأمراض أو الحالات التي يوصي فيها الطّبيب بتناول أدوية معيّنة أو استخدام مستحضرات وكريمات خاصّة توضع على فروة الرأس من أجل علاج المشكلة
- قد ينصحك الطبيب باتّباع نظام غذائي معيّن أو يُضيف لك بعض الأطعمة التي يتوجب عليك تناولها في حال كان سبب التساقط هو افتقار النظام الغذائي للعناصر الأساسيّة والمفيدة للشّعر
- هناك خيار علاجي فعّال يلجأ إليه الطبيب في حالات تساقط الشّعر الدائم التي ينتج عنها بقع صلع أو فراغ في فروة الرأس وهو عملية زراعة الشّعر، حيث يقوم الطبيب أو أخصائي التجميل الذي يتمتّع بمهارة عالية بنقل بُصيلات الشّعر من المنطقة المانحة (المنطقة التي تحتوي على كميّة كبيرة وكثيفة من الشّعر) ثمّ زرعها في مناطق الصّلع والفراغ في فروة الرأس، وقد استحدث العلماء تقنيات في هذا المجال مثل زراعة الشّعر بالشريحة وزراعة الشّعر بالاقتطاف لجعل العملية أكثر سهولة وراحة للشخص وتحقق نتائج مرضية ودائمة على المدى البعيد