هل فكّرت يوماً بالقيام بعملية تجميل الأذن البارزة ؟ ستقول في نفسك كما يقول الجميع; لماذا قد يقوم أحدهم بعملية لتَجميل أذنه !! بداية دعنا نتحدث عن بعض التقلبات النفسية التي يمرّ بها أي شخص يومياً.
إنه لمن الطبيعي أن نشعر باهتمامٍ كبيرٍ تجاه مظهرنا, كما أنه لا شكّ بطمع كلّ شخص منا بالنظر إلى نفسه بعين رضا, يرافق ذلك سعينا وراء الحصول على جزءٍ غير هينٍ من الثّقة وفقًا للشكل الذي نرى فيه هيئتنا أمام ذواتنا قبل الآخرين, والشعور الآنف ذكره يتجلّى بشكل كبير وغير متوقع في لحظات يوميةٍ قد نحاول تجنبها باستمرار, لكنها لطالما بَقِيَتْ مرافقة ومألوفة في كلّ موقف سيئ أو شعور بالنقص, والنقص هنا ليس نقصاً جسدياً أو وقوفاً أمام المرآت, حيث أننا وحتى حين يبادر أحدهم بانتقادنا ربما لتقصيرٍ في إتمام عملٍ مثلاً أو تصرفٍ أو حتى انتقادٍ في فكرة نحملها, فإن أوّل ما قد يَلج من صورٍ بصرية لأَذهاننا هي شَكلنا وهَيئتنا الحالية, وهناك على وجه الخصوص نبدأ بالتركيز على جوانب واضحةٍ وغيرِ محببة, قد تكون هالةً سوداء تحت العين أو فكاً كبيراً أو وجهاً شاحب وملامح متعبة, وتكون اللحظة المذكورة لحظة تجردٍ تضعنا أمام واقعٍ نعرفه ونودّ لو أنه مغاير.
سنتكلم اليوم عن تجميل الأذن, وهنا يمكن القول إن جراحة تجميل الأذن هي فكرة لا تكاد تفارق ذهن من تظهر أُذنه بشكلٍ غير طبيعيٍ كالأذنِ البارزة مثلًا، أم الآذان الكبيرة, حيث أنّ من الطبيعي أن تكون الأذن على جانبي الرأس وهو مكانها الطبيعي وتكون الأذنان عادة قريبين منه, بيد أنه وعندما تبتعد الأذنان عَن الرأس وتُخلّان بشكل الرأس العادي المحفور في عقولنا الباطنة, هنا تبدأ الملاحظة، ويبدأ أصحاب الأذن البارزة في محاولة تغطيتها وإخفائها طوال الوقت بإسدال الشعر عليها, فماذا لو أراد أصحاب الأذن الكبيرة قص شعورهم أو رفعها أو تغيير شكلها في وقت لا يشعرون بالثقة بسبب آذانهم؟ لربما إذاً يحتاجون إلى حلولٌ تساعدهم على علاج الأذن البارزة, ولا حلّ سوى بجراحة تجميل الأذن.
هل لـ الأذن البارزة أضرارٌ صحية؟
في وطننا العربي تشتهر عمليات تجميل الأذن بشكل كبير, وهو ما يطرح تساؤلات عما إذا كان لها أضرار صحية وما إذا كانت تؤثر على الحاسة السمعية للمريض, وتجدر الإشارة هنا إلى أنه ليس لعملية تجميل الأذن أي مضار صحية كما أن الخضوع للعملية ليس إلا بدافع تفادي الأثر النفسي الذي تسببه الأذن الكبيرة.
ولا تستهن بمضار الحالة النفسية إذ يتأثر الإنسان كثيرًا بمظهره ونظرة الناس لذلك المظهر، والأذن البارزة ليست واحدةً من المظاهر الجمالية وإنما تخلّ بالشكل العام لتوازن الوجه عند النظر له، وكثيرٌ ممن لديهم الأذن البارزة يعانون من القلق والخجل والتوتر الاجتماعي وفقدان الثقة بالنفس والإحساس الداخلي بفقدان الجمال والجاذبية بسببها، وقد تؤدي مع مرور الوقت إلى مشاكل نفسية واجتماعية أكثر عمقًا بداخل الإنسان، و تجميل الأذن البارزة يعيد إليهم ثقتهم بأنفسهم مرةً أخرى.
ويعدّ الأطفال أكثر المتضررين من الحالة النفسية التي تسببها الأذن البارزة, لذلك نجد أغلب الخاضعين لعملية تجميل الأذن منهم, حيث أنه وعندما يبدأ الطفل بالفهم والخروج من البيت, من المؤكد أن يلاحظ الأطفال الآخرون شكل أذنيه، وهو ما قد يدفعهم لمضايقته والسخرية منه وقد يتعرض الطفل للنبذ في كثيرٍ من الأحيان، وستتحولُ حياته إلى مشكلةٍ تتمحور حول شكل أذنيه البارزة, لذا وبناءً على ما سبق وإن كنت ترى أنّك بحاجة لعملية تجميل الأذن, سارع لإجراءها.
السنّ المناسب لعملية تجميل الأذن البارزة
يكمن السن المناسب لإجراء عملية تجميل الأذن هو بعد الخمس سنوات, وهذه المرحلة تعد الأكثر مناسبةً لأسباب عديدة قد يكون أبرزها بدء الطفل بالتأثر النفسي من بروز أذنيه, وهنا تظهر رغبته في القيام بالعملية بهدف التخلص من مضايقةٍ أو تنمّر، ولا يمنع ذلك ممن فاتتهم عملية تجميل الأذن في المرحلة العمرية المناسبة أن يسعوا أيضاً لإجراء ها.
هل أنا مستعدّ لإجراء تجميل الأذن ؟
إذا كان لديك أي من المخاوف التالية حول أذنيك، فقد تستفيد من عملية تجميل الأذن:
1- بروز أو تضخم حجم الأذن بشكل مفرط.
2- الأذن الطويلة بحيث لا تناسب حجم الوجه.
3- إصابات الأذن المتنوعة.
4- الآذان المشوهة.
5- صغر حجم الأذن غير المتناسب.
6- الآذان غير المتناسبة مع بقية الوجه.
إن حجز استشارة مع الجراح هو أفضل طريقة لتحديد ما إذا كنت مرشحا جيدا لعملية تجميل الأذن وكيف يمكن أن تساعدك الجراحة على تحسين الشكل العام.
كيف نستعدّ لعملية تجميل الأذن البارزة
عليك بدايةً ألا تتناول شيئًا من منتصف الليلة التي تسبق العملية، وذلك في حال كنت ستتلقى تخديرًا كليًا قبل العملية, ومن المرجّح أن يتم تخديرك بشكل موضعي فقط وذلك قبل تجميل الأذن, بينما يخدّر يوضع الأطفال تحت التخدير الكلي وذلك لضمان سير العملية دون حركات مفاجئة ولتفادي حدوث أي خطأ جراحي.
إن كنت تتعاطى أي أدوية أخبر طبيبك قبل القيام بجراحة تجميل الأذن وتجنب الأدوية المسيلة للدم قبل العملية بعدة أيام.
إن كنت من المدخنين أيضًا عليك توقف عن التدخين قبل عملية تجميل الأذن بفترة لأن التدخين سَيمنع الأنسجة من الالتئام واستعادة عافيتها بعد العملية، تأكد من وجود شخصٍ معك أثناء العملية ليعود بك إلى المنزل بعد تجميل الأذن ويبقى معك.
خلال عملية تجميل الأذن
يتم تحديد نوع عملية تجميل الأذن مع طبيبك وغالبًا ما يختار الطبيب ذلك نظراً لنوع غضروف الأذن فيما إذا كان لينًا أم قاسيًا, يمتد وقت عملية تجميل الأذن بين الساعتين والثلاث ساعات في المعتاد.
في بداية العملية يبدأ الطبيب بافتعال شقّ صغير خلف الأذن لمعالجتها, وتتمّ العملية بعلاج من اثنين, إذ يقوم الطبيب بإزالة جزءٍ زائدٍ من الغضروف والجلد في الأذن قبل أن يعيد إغلاقها مرةً أخرى, وذلك لتقليل المسافة بين الأذن والرأس, أما في حالة الغضاريف اللينة فقد يقوم الطبيب بطي الغضاريف بعضها على بعض دون أن يزيلها, وهنا يمكن أيضاً الوصول إلى مسافةٍ أقل بين الأذن والرأس.
الحالة الوحيدة تقريبًا التي قد يُمنع فيها أحدهم من القيام بجراحة تجميل الأذن البارزة هو أن يكون ذلك الشخص مصابًا بعدوى في أذنه أو بمرضٍ دائمٍ في أذنيه.
بعد إجراء جراحة تجميل الأذن البارزة
سيسمح الطبيب لك بالعودة إلى المنزل بعد عملية تجميل الأذن في حال كنت بالغاً أو كبيرًا في السّن, أما فيما يخص الأطفال الخاضعين للعملية, فيفضل الأطباء بقائهم في المستشفى يوماً واحداً لمتابعة حالتهم الصحية والتأكد من أن الأمور تسير على ما يرام.
يجب عليك ارتداء غطاءِ الأذنين لفترة تقدر بثلاثة أيام على الأقل بعد إجراء تجميل الأذن وسيحدد لك الطبيب الوقت بالضبط، وعليك الحفاظ عليهما من الاحتكاك أو الجذب أو أي تعاملٍ قويٍ معهما, تجنب أن يمس الماء أذنيك، غالبًا لن تستطيع غسل رأسك بالماء قبل مرور أسبوعين على وقت الجراحة حتى لا يؤثر الماء على الجرح، وبالطبع أثناء ذلك تجنب الرياضات المائية كالسباحة.
ختاماً
إنه وعلى الرغم من ذلك وإن كنت تملك أذنان كبيرتان فإنك حتماً جميل, أنظر لنفسك بعينٍ جميلة, وإن كنت بحاجة لثقة تراها في نفسك كل صباح, فلا تتردد بإجراء جراحة تجميل الأذن, إذ أنها الجزء الظاهر من جسدك, ولها نصيبٌ من أي انطباع عند أي شخص يراك لأول مرّة.