لا يتوانى العلماء والباحثين خصوصًا في مجال الطب والتّجميل عن البحث الدائم ومحاولة استحداث كل ما هو مفيد للشخص بحيث يحقّق له الراحة ويضمن له نتائج مثالية، وإذا تحدثنا عن مشاكل تساقط الشّعر والصّلع فإنّ زراعة الشّعر أضحت في الوقت الحالي من أكثر الحلول الجذرية والدائمة بل وتُزوّد الشخص بشعر ذات مظهر طبيعي وجميل للغاية، ولكنّ الأطباء لم يكتفوا بذلك بل ما زالوا يواكبون الليل بالنّهار من أجل استحداث تقنيات متطورة أكثر وذات دقة أعلى، سنتحدث في هذا المقال عن إحدى هذه التقنيات وهي تقنية استنساخ الشّعر التي يجري العمل عليها حاليًّا من قبل العلماء والمتخصّصين حتّى تُصبح جاهزة وحقيقة واقعة في المستقبل القريب
استنساخ الشّعر
تعتبر تقنية استنساخ الشّعر من طرق البحث العلمي التي تجري في الوقت الحالي لحل مشاكل الصّلع وخصوصًا الصّلع الوراثي عند الذكور والإناث وحتّى نفهم طريقة الاستنساخ بالشّكل الصحيح لا بدّ وأن نُعرِّج على أطوار نمو الشّعر، إذ تمر الشعرة بشكل عام ب3 مراحل في نموّها هي:
- مرحلة النمو، وهي المرحلة التي تنقسم وتتجدد فيها بُصيلات الشّعر وعادةً ما يتحكم بها الخلايا الجذعية، فكلما زاد عدد الخلايا الجذعية زادت كثافة الشّعر وامتلائه
- المرحلة الانتقالية، وهي المرحلة التي ينتقل فيها الشّعر من مرحلة النّمو إلى السُّكون والاستقرار، حيث تنقطع الإمدادات الغذائية وتبدأ الشّعرة بالتّقلص
- مرحلة السكون، وهي المرحلة التي تبقى فيها الشّعرة في وضع سكون بحيث تبدأ مرحلة النمو من جديد وسقوط الشّعر التالف، وعادة ما يكون في هذه المرحلة حوالي 10% إلى 15% من الشّعر
تقوم فكرة استنساخ الشّعر على أخذ بُصيلات من الشّعر من فروة الرأس تحت التخدير الموضعي في مدة سريعة لا تتجاوز الساعة ولا تترك أي أثر، ثمّ يتم إرسال هذه البُصيلات أو الخلايا الجذعية إلى مختبرات خاصّة من أجل إجراء التشريح الدقيق وعزل الخلايا المحددة ومعالجتها حتّى تكون قابلة للانقسام والاستنساخ وهذا يعني تقديم مزيدًا من الدّعم للمرحلة الأولى من مراحل نمو الشّعر (مرحلة النّمو) من أجل الحصول على شعر أكثر كثافة
ويمكن اختصار الأمر بأنّ فكرة الاستنساخ قائمة على إنتاج كمية كبيرة من بُصيلات الشّعر من كميّة قليلة، فإذا كان لدى الشخص كميّة قليلة من الشّعر في المنطقة المانحة (المنطقة التي يتم أخذ بُصيلات الشّعر منها من أجل زرعها في مناطق الصّلع والفراغ) بحيث لا يستطيع من خلالها زرع جميع أماكن الصّلع لديه فإنّ تقنية استنساخ الشّعر يمكن أن تساهم في الحل من خلال استنساخ الكثير من الخلايا الجذعية والبصيلات وزرعها مرة أخرى في فروة الرأس وبهذا تزيد نسب نجاح عمليات زراعة الشّعر بشكل كبير جدًّا
من الممكن أن يتم تخزين هذه البُصيلات والخلايا اثناء تحضيرها في درجات حرارة منخفضة جدًّا، إذ إنّ جودة الخلايا تقل مع مرور الوقت، ودرجات الحرارة المنخفضة تساهم في الحفاظ على صحة وقوة الشّعرة حتّى تعمل بالشّكل الجيد والصحيح عند إعادة زرعها من جديد
يقول العلماء أنّ هذه التقنية يمكن أن تساهم في القضاء على مشكلة الصّلع بشكل جذري بالإضافة إلى دعم وتسريع عمليات زراعة الشّعر وتحقيق نتائج مثالية والحصول على شعر كثيف وممتلئ، لكن ينبغي أن ندرك أنّ العملية ما زالت تحت التجربة والبحث ولا زال الأطباء والباحثون يواصلون العمل حتّى اللحظة من أجل التأكد من المزايا والفوائد التي يمكن أن توفّرها تقنية الاستنساخ للشخص الذي يعاني من الضّعف والصّلع بعيدًا عن أي مضار أو آثار جانبية أخرى
يمكننا في الوقت الحالي الاستفادة من التقنيات الحديثة والمتطورة جدًّا التي تمّ استحداثها من قبل بعض المراكز والمستشفيات في تركيا مثل مشفى (ClinicExpert) التي استحدثت تقنية DHI PRO والتي تعتمد على استخدام مستوى منخفض من أشعة الليزر وحقن البلازما الغنية بالصفائح الدّموية التي تقوم بتحفيز انقسام بُصيلات الشّعر حتّى يحصل الشخص في المحصّلة على شعر كثيف ونتيجة مثالية وهو دور مشابه إلى حد كبير للدّور الذي تلعبه تقنية استنساخ الشّعر
كما أنّ تقنية DHI PRO تقنية سريعة حيث يتم إجراؤها في وقت قصير جدًّا (حوالي 3 ايّام) بينما تحتاج عملية الاستنساخ إلى عدّة أيّام هذا بالإضافة إلى ثمنها الباهظ التي ربّما تجعل الكثيرين لا يفضِّلونها بينما تتميّز DHI PRO التي تقدّمها كلينيك اكسبرت بأسعارها المعقولة بحيث تكون في متناول الجميع