أنواع زراعة الشّعر

أضحت مشاكل تساقط الشّعر والصّلع من أكثر القضايا التي يُحاول العلماء إيجاد حلول جذريّة لها بعيدًا عن العلاجات التقليديّة التي قد تصرف وقت وجهد ومال الشّخص دون تحقيق تقدم ملموس ودائم على المدى البعيد، وكانت إحدى هذه الحلول هي تقنية زراعة الشّعر التي تُقدّم علاجًا مُتطوّرًا ودائمًا وأكثر فاعلية بالمقارنة مع العلاجات الأخرى، ولم يكتفي العلماء بذلك بل ظلّوا وما زالوا يُطوّرون تقنيات وأنواع مختلفة لزراعة الشّعر من أجل تحقيق راحة ونتائج أفضل للشخص، وسنسلّط الضوء في هذا المقال على أنواع زراعة الشّعر التي يُجريها الأطباء في الوقت الحالي لعلاج مشاكل الشّعر

أنواع زراعة الشّعر

تُجرى عملية زراعة الشّعر عادةُ على أيدي أطّباء مختصّين ومؤهلين وبالاعتماد على أدوات تكنولوجية متطورة وحديثة تضمن تحقيق أفضل النتائج للشّخص، ويقوم الطبيب في هذه العملية بنقل بُصيلات الشّعر أو ما يسمّى بالطّعوم من المنطقة المانحة في الرأس (وهي المنطقة التي تحتوي على شعر كثيف وحيوي وصحّي بحيث يستطيع الطبيب أخذ الطعوم منها وزعها في أماكن الصًلع والفراغ) وعادةّ ما تكون هذه المنطقة في الجزء الخلفي أو الجانبي لفروة الرأس

هناك نوعان رئيسان لزراعة الشّعر يتم من خلالهما إجراء العملية ولكن يختلفان في الكيفيّة وفي الأدوات المستخدمة، وعادةً ما يكون اختيار إحدى الطريقتين مرهون بدراسة الحالة من قبل الطبيب وهو بالتّالي يقرر ما هي النّوع الأنسب للشخص، ولكن يحقق هذان النوعان في النّهاية نتائج مضمونة ومُرضية للشخص ويُعطيان الشّعر المظهر الطبيعي والحيوي الخاص به بحيث يبدو للناظر أنّه لم تُجرى أي عملية زراعة للشخص من قبل

عند القيام بعملية زراعة الشّعر في أي نوع من الأنواع التّابعة لها يقوم الطبيب بحلق المنطقة المانحة وتخديرها لاستخراج الطّعوم المناسبة وأيضًا تخدير مناطق الصّلع والفراغ لزرع الطّعوم المّستخرجة حتّى لا يشعر الشخص بأي ألم أثناء العملية، وتتم العملية بالتّفصيل تحت هذان النوعان:

زراعة الشّعر بالشّريحة، وهي التقنية الأولى من تقنيات زراعة الشّعر ويقوم فيها الطّبيب الأخصائي بالخطوات التّالية:

• إزالة شريحة من الجلد من المنطقة المانحة تبلغ مساحتها من 6 إلى 10 إنش وتحتوي على الكثير من بُصيلات الشّعر
• يتم تقسيم هذه الشريحة بواسطة مجهر دقيق مصحوب بعدسة مكبّرة إلى طعوم كثيرة (حوالي 500 طعم إلى 2000 طعم صغير ويحتوي كل طُعم على شعر فردي أو بضع شّعيرات) ولكن يبقى الاعتماد النهائي لعدد الطّعوم هنا على نوع وجودة وحجم المنطقة التي ستتم الزّراعة فيها
• يقوم الطّبيب بعد استخراج الطّعوم بعمل ثقوب وثغرات في مناطق الصًّلع والفراغ في فروة الرأس وزراعة البُصيلات بشكلٍ دقيق مع مراعاة الاتّجاه والزاوية لتثبيت بُصيلة الشّعر بالشّكل الصحيح

زراعة الشّعر بالاقتطاف، وهي تقنية متطورة جدًّا من تقنيات زراعة الشّعر ويُطلق عليها البعض الإجراء الذهبي في عملية الزّراعة، ويقوم الطّبيب بإجراء هذه التقنية عن طريق الخطوات التّالية

• استخراج بُصيلات الشّعر الواحدة تلوَ والأخرى باستخدام أدوات دقيقة وبشكل مباشر من المنطقة المانحة دون الحاجة إلى إزالة الشريحة واستخراج البُصيلات منها وهذا ما يُميّز هذا النّوع عن النّوع السابق بزراعة الشّعر
• يقوم الطّبيب بحفظ البُصيلات في محلول خاص للحفاظ على صحّتها وحيويّتها ثمّ يتم فتح قنوات وثقوب خاصّة باستخدام أدوات ذات نهايات رفيعة في مناطق الصّلع والفراغ لزرع البُصيلات فيها

تقنيات مستخدمة في هذا المجال!

قام العلماء باستحداث أنواع وتقنيات مبتكرة وسريعة ومتطورة جدًّا تضمن راحة الشّخص أكثر وتحقق نتائج دائمة وممتازة لمن أراد حل مشاكل سقوط وضعف الشّعر لديه بشكلٍ جذري، وقد أصبحت تُركيا من الدّول الرائدة بل وتحتل المركز الأوّل في العالم فيما يخص عمليات زراعة الشّعر وتطوير التّقنيات الخاصّة بها، ومن التقنيّات التي تمّ استحداثها هناك ما يلي:

تقنية تشوي لزراعة الشّعر أو (DHI) ، وهي تقنية حديثة ومتطورة تندرج تحت زراعة الشّعر بالاقتطاف ولكن تمّ إجراء تعديل عليها بحيث أصبحت تسمّى تقنية تشوي

في هذا النوع يتم استخراج بُصيلات الشّعر بشكل مباشر من المنطقة المانحة كما في زراعة الشّعر بالاقتطاف باستخدام أدوات ذات طرف رفيع وحفظها في محلول خاص للبدء بالمرحلة التّالية

في هذه المرحلة يتم إجراء فتح القنوات والثغرات وزرع البُصيلات في عملية واحدة باستخدام قلم اسطواني خاص يسمّى قلم تشوي، وهنا يكمن الفرق بينها وبين زراعة الشّعر بالاقتطاف التي تتم فيها عملية فتح القنوات باستخدام أدوات خاصّة وعملية زرع البُصيلات باستخدام أدوات أخرى

تقنية DHI PRO))، تمّ استحداث هذه الطريقة المتقدمة جدًّا على أيدي كبار العلماء في تركيا وتحديدًا في مشفى (ClinicExpert)، وهي مشتقة من تقنية (DHI) أي أنّها تستخدم قلم تشوي في فتح القنوات وزرع بُصيلات الشّعر ولكن قام العلماء بإدخال عناصر أخرى جعلت هذه التقنية أكثر سهولة وسلاسة من سابقاتها وتضمن نجاحًا أكبر للعملية، وهذه العناصر هي:

• أشعة الليزر منخفضة المستوى (LLLT Photo-therapy)، حيث يتم إطلاق هذه الأشعة على فروة الرأس من أجل تنشيط نمو الشّعر من فروة الرأس، ويكون ذلك عن طريق زيادة تدفق الدم وإيصال المواد الغذائية نحو الخلايا وبالتّالي تحفيز انقسام الخلايا الجذعية لبصيلات الشّعر وتنشيط عملية البناء الضوئي لها
• البلازما الغنية بالصفائح (PRP)، يقوم الأطباء بحقن هذه المادة في فروة الرأس حيث تعمل على تجديد الخلايا التالفة وتحفيز نمو خلايا شعر جديدة

بعد استخدام العناصر السابقة يقوم الطبيب باستخراج الطّعوم وإعادة زرعها باستخدام قلم تشوي ويكون بذلك قد ضمن نجاح العملية مئة بالمئة بتحفيز نمو بصيلات الشّعر وانقسامها للحصول على نتائج مُرضية