إن الحمل والولادة وما يرافقهما من شعور الأمومة, هو حلم فطري تسعى النساء للتخطيط له والحصول عليه, وعادة ما تكون اللحظات المرتبطة بالولادة والأمومة بدءً من ظهور عوارض الحمل; مخلدةً في ذاكرة النسوة, إلا أنّ معظمهم لا يدركون التغييرات التي سوف تطرأ حال خروجهم من عملية الولادة, سواءً على صعيد البنية الجسدية بطبيعتها وهرموناتها أو على مظهر الجسد وحتى شخصية المرأة وحالتها النفسية, وهو ما يشجّع الكثير من النساء لإجراء عمليات التجميل بعد الولادة من أجل استعادة أجسادهم السابقة أو أقرب ما يمكن اليه.
ما هي الأسباب التي تستدعي تجميل البطن وإجراء عمليات التجميل بعد الولادة ؟
1- تتبدّل عضلات البطن وتتوسع تحت الجلد حيث يتضخّم حجم الخصر والوسط باستمرار, في محاولة الجسد ليتناسب مع زيادة حجم المولود، كما يختلف حجم التغير في الجسد بحسب حجم الطفل داخل الرّحم.
2- إضافة إلى ذلك فإنه لمن الطبيعي أن يزيد وزن المرأة خلال الحمل وخاصة في منطقة الأجناب والأرداف، وتكمن المشكلة هنا حال بروز علامات التمدد والسليوليت لما تتطلبه من عمليات تجميل بعد الولادة لتقليل حجمها.
3- جسد المرأة مبني على هرمونات تُفرز بشكل دائم في الأوقات الطبيعية, فماذا لو أن الجسد يمرّ بحالة حمل وولادة؟ يمرّ الجسد بالعديد من التحولات الهرمونية في تلك المرحلة وهي تحولات لم يعتدها سابقاً، ما يسبب تغييرات فسيولوجية مختلفة.
4- يتمدد الجلد بشكل كبير وقد يتعرّض للتفسّخ مع نمو الجنين المستمر وتكور البطن, وهو ما يتطلب عمليات التجميل بعد الولادة.
5- بعد الولادة, عادة ما تتركز الدهون لدى الأم حول منطقة الخصر والبطن وذلك بسبب الهرمونات أو نتيجة تغذية جسدها وطفلها خلال فترة الحمل
6- بعد انتهاء عملية الولادة سوف تظهر علامات التمدد البيضاء على نحو أكبر كما ستظهر آثار تضخم البنية وترهل الجلد, ليبدو مظهر منطقة البطن سيء بالنسبة للأمهات مما يستوجب إجراء عمليات التجميل بعد الولادة, يضاف إلى ذلك اتساع ملحوظ في منطقة الحوض وبالتالي سيزداد حجم الدهون فيها في تلك المنطقة.
7- أما بالنسبة لصدر الأم فإنه سيواجه الصدر مشكلة تنتج عن ازدياد حجمه في مرحلتي الحمل والرضاعة بعد أن يمتلأ باللبن, مما يعزز ترهله عند انتهاء مرحلة الرضاعة حيث سيفقد حجمه السابق، مما يجعله بحاجة لـ عمليات التجميل بعد الولادة.
عمليات التجميل بعد الولادة مباشرةً
تمكّن عمليات التجميل بعد الولادة مباشرةً المرأة من اختصار مرحلة انتظارها لفترة معينة بعد الولادة لإجراء العملية التجميلية, حيث يمكن إتمام عملية التجميل بعد الولادة مباشرة من قبل الطبيب مباشرة من خلال عملية تضييق المهبل عن طريق تقطيبه وربطه ليعود إلى حجمه الطبيعي.
يفضّل الأطباء عادةً أن تقوم المرأة بالانتظار حتى انجاب الولد الأخير للقيام بعمليات التجميل بعد الولادة حيث تكون المرأة قد اتخذت قراراً بعدم الانجاب مرة أخرى، وذلك ﻷن الانجاب بعد إجراء عملية تضييق المهبل سيؤدي الى فشلها, ليترتب على ذلك اجرائها عمليات التجميل بعد الولادة مرة أخرى.
كيف تستعدين لإجراء عمليات التجميل بعد الولادة ؟
على الجرّاح التجميلي أو الطبيب الأخذ بالعديد من الأمور في حسبانه قبل إجراء مجموعة العمليات التجميلية ومنها:
على الأم الخاضعة لعملية الولادة حديثاً أن تنتظر عدّة أشهر يكونُ أقلّه ثلاثة أشهر من تاريخ انتهائها من مرحلة الرضاعة، حيث أن الرضاعة قد تؤثر على عمليات التجميل بعد الولادة.
من المحبب لدى عموم الأطباء أن تمتنع الأم عن إجراء العمليات التجميلية بعد الولادة حتى يصبح طفلها بسنّ الخامسة، وذلك لإتاحة الفرصة بوجود شخصٍ يرعى الطفل في فترة نقاهة الأم.
يناقش الطبيب واقع حالة الأم الجسدية وتقبلها لجسدها إن كان خلال الحمل والولادة أو بعدها, وذلك لبناء توقعات الأم ورغبتها في تحقيق مبتغاها من العمليات التجميلية بعد الولادة.
عمليات التجميل بعد الولادة وآليتها
تبدأ مراحل التجميل ما بعد الولادة بشفط الدهون وشدّ الجلد, حيث تعتبر عملية شفط الدهون و شد الجلد من أهم عمليات تجميل البطن.
يعمل الطبيب خلال مرحلة شفط الدهون على التخلص منها عن طريق عملية شفطها إلى الخارج، لما تعيقه خلال عملية شد الجلد, وتأتي عملية شفط الدهون بعد خسارة الأم للوَزن الذي اكتسبته خلال الحمل, بعكس ما يشاع بأن شفط الدهون هو سبيل لخسارة الوزن.
يبدأ الطبيب بشد الجلد مباشرة بعد شفط الدهون, وتحتاج العملية إلى عدة ساعات نتيجة اتساع مساحة البطن وحجم الجلد والعضلات المترهلة الكبير.
يبدأ الطبيب بشدّ العضلات أولاً، لينتقل بعدها إلى شد الجلد لجعله مناسباً ومستويا فوق العضلات، من ثم يصنع سُرّةً جديدةً في أسفل البطن.
بعد الانتهاء من عملية الشفط وشد الجلد يعمل الطبيب على تقطيب الجلد في مناطق القص التي نفذها مع حرصه الشديد على اختفاء أي أثر للعملية.
إحدى عمليات التجميل بعد الولادة هي تجميل الصدر
عملية تجميل الصدر أو شدّه هي من أبرز العمليات التجميلية بعد الولادة وقد توازي في أهميتها عملية تجميل البطن.
يُشترط القيام بهذه العملية على فَطم الطفل عن أمه حيث أن الصدر غالباً ما يصبحُ مترهلًا ويفقدُ جماله الأساسي.
يلجأ بعض الأطباء عادة إلى إضافة بعض البطانات للصدر كالسيليكون, لما تسهمه من إظهار الشكل والحجم الملائم والذي تعمل الأم على اختياره بنفسها.
التخلص من علامات التمدد والسليوليت خلال عمليات التجميل بعد الولادة
يشكّل التمدد علامات تبدو على هيئة بقع بنيةٍ داكنة تبرز نتيجة تمدد جلد البطن و الصّدر، ويعتمد الأطباء في معظم الأحيان خلال عمليات التجميل بعد الولادة على تقنية الليزر في إزالتها رغم تفضيلهم وصف الدهانات الموضعية للأم, ولكن يتم تجنب الأخيرة لنتائجها الضعيفة.
مشكلة السليوليت أو عدمُ التناسق في توزيع الخلايا والطبقات الدهنية, هي حالة ينتج عنها بروز أماكن أكثر من أماكن أخرى, وتتعدد طرق علاجها في عمليات التجميل بعد الولادة, يعرف منها استخدام شفط الدهون, أو القيام بحقن إنزيمات وفيتامينات تحت الجلد تؤدي إلى إذابة الدهون الزائدة و التخلص منها وفي بعض الأحيان يلجأ البعض الى الليزر لإزالتها.
الجزء السفلي من الجسم وتجميله
الجزء السفلي من الجسد هو منطقة مستهدفة في العملية حيث تؤثر عليه عمليات الحمل والولادة و يبدأ من أسفل البطن مرورًا بالخَصر والأجناب وحتّى الفخذين.
بعد التخدير كلياً يقوم الطبيب بالعملية التجميلية لهذه المنطقة, حيث يبدأ بشدّ العضلات ورفعها في محاولة لمنع بقاء الجزء السفلي للجسم مترهلا, من ثمّ ينتقل الطبيب بإزالة الأجزاء الزائدة من العضلات.
ما بعد العملية التجميل
تصنّف مرحلة ما بعد عمليات التجميل بعد الولادة صعبةً لأسباب عديدة منها الشعور الشديد عن المرأة فور قيامها بأي حركة، ويجب على أحدٍ رعايتها والتواجد بجانبها خاصة خلال الشهر الذي يلي هذه العمليات, كما يقدر الوقت الذي تحتاجه الأم للعود إلى ممارسة عاداتها الطبيعة بحوالي 3 أشهر.
ولا شكّ أن الصعوبات التي تواجهها الأم بعد إجراء عمليات ما بعد الولادة سيتم نسيانها بسبب النتائج التي ستحصل المرأة عليها نهاية الأمر.
ختاماً
إنه من الأفضل للنساء اللواتي عزفن عن الحمل مرّة أخرى وأَنهين مرحلة الرضاعة أن يفكروا بجدية في إجراء العملية, حيث أن إنجاب الأطفال ودخول عالم الأمومة لا يعني على الإطلاق ابتعاد المرأة عن الاهتمام بنفسها وجسدها, إذ أن لذلك تأثيراً على حياتي الاجتماعية والزوجية, وحتى حالتها النفسية.